أيقونات التصميم الاسكتلندي: بدلة هاريس تويد

بقلم فائزة جيلاني

أيقونات التصميم الاسكتلندي أو "Scottish Design Icons" سلسلة مقالات قصيرة تعرض أبرز أنماط التصميم الاسكتلندي. فالموضة على نحو ما ترى فائزة جيلاني، تجري في دماء عائلتها، وغرض معيّن جعلها تنظر إلى تلك الروابط المتوارثة و مكّنها من إمتلاك هوية أخرى.

.(Lire cette histoire en français) إقرأ هذه المقالة باللّغة الفرنسية .(Read this story in English) إقرأ هذه المقالة باللّغة الإنجليزية

بقلم فائزة جيلاني

<div dir="rtl" lang="ar"> أيقونات التصميم الاسكتلندي أو "Scottish Design Icons" سلسلة مقالات قصيرة تعرض أبرز أنماط التصميم الاسكتلندي. فالموضة على نحو ما ترى فائزة جيلاني، تجري في دماء عائلتها، وغرض معيّن جعلها تنظر إلى تلك الروابط المتوارثة و مكّنها من إمتلاك هوية أخرى. </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> من خلال التجول عبر جنبات المعرض المتألقة بالأضواء و الأنوار الجميلة، شعرت و كأنني امرأة جائعة صادفت مأدبة عامرة بأشهى الأصناف. فأينما كنت أولي وجهي ينشد ناظراي إلى تشكيلة متنوعة من الألوان والتصاميم والأنماط والتفاصيل. بدت المعروضات كوليمة راقية تزدان بأبرز صيحات الموضة، تمامًا كما يُعِد طاهي الحلويات أصناف التحلية اللّذيذة ، بيد أن تلك الحلويات، لم تكن سوى أنسجة وخيوط. </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> استسلمت لشهيتي وشرعت بشبعٍ ٍ أو كذلك كنت أعتقد ، حتى جرى ريقي مجددًا على إثر رؤية بدلة تتألّف من أربع قطع تعود الى القرن التسعين. اعترضت سبيلي وبادرتني بالكلام و بصوت صاخب تمامًا كما يفعل المسافر اليومي العجول عند تدافعه عبر رصيف القطار المكتظ بالرّكاب. </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> تمثِّل البدلة نموذجًا للتناقض، فهي تتألف من قميص قطنيّ أبيض وبنطال رمادي فضفاض وصدرية رماديّة ضيقة ذات أزرار مستديرة ودقيقة التفاصيل، وسترة رائعة منسوجة من صوف هاريس تويد. يعتبر نسيج هاريس تويد اسكتلندي تقليدي يُصنع فقط في جزر الهيبريدي شمال غرب اسكتلندا صُمّمت البدلة وصُنعت يدويًّا من قبل مصمّمة الأزياء البريطانية الشهيرة "فيفيان ويستوود. </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> تجهت ويستوود في بداية الأمر نحو صناعة الحُلي، والتحقت في سنة 1958 بدراسة "تقنيات و صناعة الحُلي والفضة" بجامعة وستمنستر، لكن سرعان ما تركت دراستها بعد فصل دراسي واحد؛ إذ كانت تشعر بأنها كامرأة من الطبقة العاملة لن تنجح أبدًا في عالم الفن، فقررت تغيير وجهتها إلى العمل في مجال التدريس بمرحلة التعليم الأساسي، ولكنها لم تتخلى تمامًا عن موهبتها وميولها واستمرت في صنع الحُلي والملابس في وقت فراغها حتى أنها كانت تبيع منتجاتها بكُشك صغير في لندن. </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> "لقد اعترضت سبيلي وبادرتني بالكلام بصوت صاخب تمامًا كما يفعل المسافر اليومي العجول عند تدافعه عبر رصيف القطار المكتظ بالركاب." </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> فائزة جيلاني </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> بعد مرور عدّة سنوات، عادت ويستوود مجدّداً إلى عالم الموضة و التصميم وأضحت واحدة من أشهر الشخصيات في العالم. وكانت أعمالها الأولى مستوحاة من موضة البانك، وتضمنت أزياؤها سترات ركوب الدراجات . وبعد أن اندثرت هذه الموضة إلى حد كبير، نأت ويستوود باهتمامها عنها وبدأت في تجربة أفكار جديدة. </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> تتميز مجموعة ويستوود بأسلوبها المبتكرعلى كل ما هو معتاد ومعروف، وتذكرني على وجه الخصوص بخالتي الكبرى التي ظلت تعمل في حرفة الخياطة من الثمانينيات إلى عام 2000. لقد استهلت مشوارها المهني في مدينة ليون بفرنسا عام 1980 لكنها سافرت إلى الجزائر عام 1985 لتبدأ عملها الفعليّ. وبعد مرور بضع سنوات عادت إلى فرنسا وتمكّنت بمجهودها الذاتي من إنشاء ورشة خياطة.و بعزيماتها ومثابرتها القوية حققت حلمها بأن تصبح مصمّمة أزياء، خاصةً خلال حقبة كانت تسيد فيها الرجال هذه الصناعة. </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> تبقى حرفة الخياطة تقليدًا وشغفًا في عائلتي؛ فعلى غرار خالتي الكبرى، تستحضر هذه المهنة ذكريات دافئة لجدتي التي كانت تصنع بدلات لجدّي ونقلت مهاراتها ومواهبها الجديرة إلى أمي وخالاتي وأختي الصغرى. حينما كنت فتاة صغيرة، اعتادت أمي على حياكة الملابس لي ولأختي لإرتداءها سواء في حياتنا اليومية أو في المناسبات الخاصة. وبالرّغم من أننا قد كبرنا الآن، إلاّ أنها لا تزال تصنع ملابس لأطفال الأصدقاء والعائلة في وقت فراغها. </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> درست أختي الصغرى في مدرسة الموضة الباريسية العريقة ESMOD (المدرسة العليا للفنون وتقنيات الموضة) ودأبتُ في أغلب الأحيان على الاقتداء بأسلوبها في تصميم الملابس و منها التنانير والفساتين . و قد أتيحت لها الفرصة أيضًا للعمل في مكتب للتصميم لإحدى ماركات الموضة العريقة "Redskins" حيث تمكنت من تطوير مجموعة ملابس صيف-شتاء 2013-2014. ودرست خالتاي أيضًا الموضة وتبتكران غالبًا تصاميم ملابسهما الخاصة؛ فعلى سبيل المثال: صنعت خالتي صباح فستان حفل زفافها عام 1995، تمامًا كما فعلت فيفيان ويستوود. </div>

<div dir="rtl" lang="ar">

" إنها تذكرني بالملكات الإبداعية المتأصلة في عائلتي، وترمز أيضًا. إلى حرية التعبير التي ينقلها

المصمّمون عبر أعمالهم البارعة. " </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> فائزة جيلاني </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> تبدو لي بدلة هاريس تويد بطرازها اسكتلندي لا يُنكر، لكنها تنم في الوقت ذاته عن تقدير للموضة بتميزها الإبداعيي تذكرني بالملكات الإبداعية المتأصلة في عائلتي. كما وترمز لحرية التعبير التي ينقلها المصمّمون عبر أعمالهم البارعة وتجعلني أفكر في الاتجاه الذي سلكته للتعبير عن حريتي الإبداعية في اختيار السفر إلى اسكتلندا لإستكشاف ثقافات وآفاق جديدة؛ وقد كانت هذه النظرة المنفتحة وسيلة ممتازة للالتقاء بأناس وإيجاد الإلهام لمشاريعي الشخصية. </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> من خلال تعلم اللّغة وكسر حاجز الخوف من المجهول، تركت منطقة الراحة والاستكانة واكتسبت مهارات جديدة عبر استغلال الفرصة السانحة التي توفرت لي للعمل كمرشدة سياحية في V&A Dundee. وكأي شخص يختار التعبير عن نفسه عبر الموضة والسفر والفن أو أي وسيلة أخرى، كانت تجربة السفر إلى اسكتلندا أكثر من مجرد سفرة عادية، وإنما هي رحلة لإستكشاف الذّات. </div>

<div dir="rtl" lang="ar">ولدت فائزة جيلاني في الجزائر فهي تمتلك محبّة لعالم الفن والثقافة و تعلم اللّغات الأجنبية. حصلت على شهادة الآداب واللغة والحضارة الأجنبية من جامعة السوربون في باريس وتعمل حاليًا في قوس النصر " Arc de Triomphe". </div>

<div dir="rtl" lang="ar"> يعتبر هذا المقال جزء من مشروع تعاوني مع – منظّمة آمنةAMINA-MWRC ، حيث مكّن النّساء من الأقليات العريقة و الأجنبية من إستخدام لغاتهنّ الأم، بالإضافة إلى اللّغة الإنجليزية من أجل أن يصبحن مرشدات في معرض الإسكتلندي لمتحف آلبرت و ڤيكتوريا في مدينة دندي.</div>